تحديد مؤشر الأداء الرئيسي المناسب للتحوط

تحديد مؤشر الأداء الرئيسي المناسب للتحوط

في العالم المعقد لإدارة المخاطر المالية، يتبادر إلى أذهان المختصين والشركات على حد سواء تساؤل متكرر، وهو: “ما الذي يحدد مؤشر الأداء الرئيسي (KPI) للتحوط لدي؟” يمثل فهم مؤشرات الأداء الرئيسية أهمية جليلة في مجال إدارة المخاطر، إذ تُعتبر مقاييس كمّية تبين مدى نجاح الشركة في تحقيق أهدافها التجارية الرئيسة للتحوط. ومن اللافت للانتباه أنه ليس من الغريب أن نجد شركات لديها نسبة تحوط تبلغ 50٪ على ديونها في مجال إدارة مخاطر أسعار الفائدة. غير أن الاستقصاء بدقة غالباً ما يكشف عن صعوبة تبرير هذا الرقم، الأمر الذي يؤدي إلى استكشاف أعمق لأسباب اختيار مؤشرات الأداء الرئيسية الملائمة للتحوط من مخاطر السوق. ومن هنا تكمن أهمية اختيار وتقييم الأدوات بعناية التي ستساعدنا في تحقيق أهداف مؤشر الأداء الرئيسي للتحوط. فلذلك، فإن تحديد محرك الأداء الرئيسي (KPD) بوضوح أمر جوهري.

مؤشر الأداء الرئيسي المناسب

رحلة تحديد مؤشر الأداء الرئيسي الملائم تبدأ بالتحليل الذاتي – فهم سبب حاجة الشركة للتحوط في المقام الأول. هل الهدف هو ضمان رؤية واضحة للتدفقات النقدية، أو تقليل التكاليف، أو شيء آخر؟ إن الإجابة على هذا السؤال يشكل عملية اختيار مؤشر الأداء الرئيسي.

في سياق إدارة مخاطر أسعار الفائدة، غالبًا ما يتأثر حد مؤشر الأداء الرئيسي بالتعهدات المالية التي يفرضها المقرضون، مثل معدل تغطية خدمات الدين (DSCR) أو معدل تغطية الفائدة (ICR). إن مشاركة مجلس إدارة الشركة أمر بالغ الأهمية في تحديد مستوى تحمل المخاطر ومستويات الحد الأقصى.

من المهم أن تتم الإشارة إلى أن تعظيم الربح لا ينبغي أن يكون الهدف الأساسي للتحوط. وبدلاً من ذلك، يركز التحوط على الحماية وتخفيف المخاطر وتوفير الوضوح والتحكم في نطاق النتائج المحتملة. غالبًا ما يتضمن تحديد مؤشر الأداء الرئيسي الصحيح فحص ومراجعة التعهدات المالية المفروضة من المقرضين، والحدود الداخلية للمخاطر المتعلقة بفئة المخاطر المحددة قيد النظر. بمجرد تحديد مؤشر الأداء الرئيسي، تحتاج الشركة إلى دراسة العوامل التي أدت إلى تغييرات في مؤشر الأداء الرئيسي، مما سيساعد في اتخاذ القرارات.

ربط مؤشرات الأداء الرئيسية(KPI) ومحركات الأداء الرئيسية (KPD)

يُعد تقييم المخاطر الشامل ضروريًا لإدارة المخاطر المالية الفعالة. تتضمن هذه العملية تحديد مدى حساسية تباين المؤشرات المختلفة، وإسناد مؤشرات الأداء الرئيسية (KPIs) المختارة إلى محركات الأداء الرئيسية (KDIs). بعد تحديد مؤشرات الأداء الرئيسية، تحتاج الشركة إلى تحديد كيفية تأثر هذه المؤشرات الرئيسية أو توجيهها بعوامل مختلفة والتي نسميها هنا محركات الأداء الرئيسية. وهذا يعني فهم أي المحركات المحددة لها التأثير الأكثر أهمية على مؤشرات الأداء التي تركز عليها الشركة.

تدور هذه العملية حول إنشاء ارتباط تفصيلي ومعلوماتي بين ما تقيسه الشركة كمؤشرات على النجاح (KPIs) والعوامل الأساسية التي تؤثر على تلك المؤشرات (KPDs). من خلال القيام بذلك، يمكن للشركة فهم وإدارة مخاطر صحتها المالية بشكل أفضل.

تدور هذه العملية حول إنشاء ارتباط تفصيلي ومعلوماتي بين ما تقيسه الشركة كمؤشرات على النجاح (KPIs) والعوامل الأساسية التي تؤثر على تلك المؤشرات (KPDs).

تلعب الأساليب الإحصائية دورًا محوريًا في تحقيق نتائج إيجابية من خلال الاستفادة من مقاييس المخاطر لفهم مدى المخاطر التي تواجهها الشركة وتقييم ماديتها. على سبيل المثال، يعتبر تطبيق قيمة المخاطر (VaR) أمرًا جوهريًا في تحديد كيفية تأثير محرك الأداء الرئيسي (KPD) على نتيجة مؤشر الأداء الرئيسي (KPI) . علاوة على ذلك، يعتبر اختبار الجهد (Stress Testing) أمرًا بالغ الأهمية لتقييم مرونة مراكز المشتقات في ظل ظروف قاسية، مثل التقلبات الكبيرة في أسعار الفائدة أو اضطرابات السوق. يضمن هذا التحليل بقاء استراتيجية التحوط قوية في ظل سيناريوهات مختلفة.

خاتمة

يُشكل الرصد والمراجعة المستمران جزءًا لا يتجزأ من عملية التحوط من مخاطر السوق. تتسم الأسواق المالية بالتطور المستمر، مما يجعل نهج إدارة المخاطر الثابت غير فعال. إن المراجعات والتعديلات الدورية لمؤشرات الأداء الرئيسية (KPIs) ومحركات الأداء الرئيسية (KPDs) يعد أمرًا حيويًا استجابةً لتغيرات السوق وتحديثات التنظيمات وتحولات ملف المخاطر الخاصة بالشركة. يضمن هذا النهج الديناميكي أن تظل استراتيجيات التحوط الخاصة بالشركة ملائمة وفعالة، مما يحمي من مخاطر السوق في ظل المشهد المالي المتقلب.

اعتبارات تمويل العقارات في المملكة العربية السعودية (الجزء الأول)
اعتبارات لإدارة الخزينة بشكل فعَال في عام 2024
القائمة